القائمة الرئيسية

الصفحات

تهميش قصبة إميش مسؤولية من؟

تهميش قصبة إميش مسؤولية من؟ 

قصبة إميش بإمغران
قصبة إميش بإمغران
محمد أغروي
عندما تهمش وزارة الثقافة تاريخ الدولة وتراثها المادي، النموذج من قصبة إيميش بتندوت، إقليم ورزازات
 

انها قصبة توندوت ، او تيكًمي ن. ايميش كما يحلو لابناء البلدة تسميتها  .. لم يبق منها الى تلك الجدران التي تئن في صمت .. اما الابواب والنوافذ والنقوش فقد طالتها ايادي السرقة والتخريب ، ممن همهم سوى البحث عن لقمة العيش باي طريقة كانت حتى ولو بسرقة المآثر التاريخية وبيعها في السوق السوداء لاصحاب البازارات او لاصحاب القصبات الجديدة التي تبنى على مشارف مدينة ورزازات وسكورة ..

كل أبناء البلدة لهم غيرة على هذه القصبة التي بدأت تتهاوى بفعل التعرية ، لكن ليس فيهم رجل ينطق حقا ويحمل مشعل الدفاع عن التاريخ المقدس للمنطقة ..
    حتى الرجال الذين حملوا هَم المنطقة ، منهم من تخلى عن الاهتمام ، ومنهم من رحل من دون عودة .. وبقيت في الميدان حفنة تتلاعب باحلام الشباب ، وتنشر الفتنة ذات اليمين وذات الشمال حتى بين الاخوة او بين ابناء العمومة ، ومنهم من هو في اتم الاستعداد للذهاب معك الى المحكمة للادلاء بشهادة زور من اجل دراهم معدودة ..

من منافع هذا الحجر الصحي المكتوب علينا ، والذي اعادني الى مسقط الرأس ، انني اكتشفت ان لكل زمان رجاله ، اما الزمن الذي نعيش بين ظهرانيه فلا رجال فيه ، كان الكل اصبح منشغلا باخبار العالم ونسي تلك الوشائج القوية والمتينة  التي كانت تجمع اجدادنا من قبل في السراء كما في الضراء .. فقد تغير كل شيء في تمازيرت ، حتى انني لم اعد اصدق عبارات الترحيب والود والمحبة. 
   لم اعد اصدق تلك العناقات الحارة والابتسامات العريضة ، لان الاغلبية العظمى لاشغل لها الا في تتبع  اعراض الغير ..

   سامحوني اخوتي ابناء بلدتي على هذا الكلام الجارح ، ولكن الغيرة هي التي انطقتني  .. والمعذرة ان قلت بان المنطقة ليس بها رجال ، انما اردت منكم الاتكونوا اشباه رجال  ظاهريا .. اردت ان نحمل معا نفس الهم ونفس الغيرة ( اناسي السعر إ. تمازيرت )  ، ونكون يدا واحدة في الدفاع عن المنطقة ، فالعدو ليس بعيدا منا ، ولكنه بيننا .. وهو كالشيطان يستغل الجهل والفقر وقصر اليد ليتقوى فينا كالسرطان ..
    كلام جارح طبعا ، لكن العقول الراقية ستفهم المغزى من القراءة الاولى ، اما اصحاب القلوب المريضة والذين اعتادوا في ( اسامر  )  الانتقاد فقط  فلا رجاء منهم  ، وهم المعجبون بالوضعية السائدة ، والذين يحبون الصيد  في الماء العكر وباقل مجهود يذكر ..
  لكل هؤلاء وهؤلاء اقول ، بان كورونا ماهي الا تذكرة من اجل العودة الى الطريق الصحيح .. ( وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين  )..
 محمد اغروي.
هل اعجبك الموضوع :
author-img
A Moroccan blogger from the outskirts of Ouarzazate, a lover of photography and everything related to informatics...

تعليقات